ملاحظة حول المصطلحات المستخدمة

أتحدث في هذا الكتاب عن الرجال العصبيين والمتحكّمين، وللاختصار قررت استخدام المصطلحين «الرجل المعنِّف» أو «المعنِّف». استخدمهما لتسهيل القراءة وليس لاعتقادي أن كلَّ رجل لديه مشاكل مع العصبية أو التحكم هو بالضرورة مُعنِّف، بل هي للتبسيط وسهولة التطبيق على من كل لديهم مشاكل متكررة من سوء احترام الشريكة أو التحكم بها أو إهانتها أو الحط من قيمتها، سواءً أكانت تتضمن سلوكياتهم التعنيفَ اللفظي أو الاعتداء الجسدي أو سوء المعاملة الجنسية أم لا. جميع هذه السلوكيات يمكن أن تلحق الأذى بحياةٍ مَنْ تتعرض لها وأن تشعرها بالحيرة أو الاكتئاب أو القلق أو الخوف. إذن، حتى لو لم يكن شريككِ مُعنِّفًا، فقد تجدين في كلامي في هذه الصفحات ما قد يساعدك في توضيح مشاكل علاقتك بالإضافة إلى الخطوات الممكن لك اتخاذها نحو مسارٍ حميمي ومُرْضٍ ومعزِّزٍ لك. إن لم تكوني متأكدة فيما إذا يمكن وصف سلوك شريككِ بـ التعنيف أم لا، يمكنك قراءة الفصل 5 الذي سيساعدك على تمييز الاختلافات.

ولكن يجب ألا تنسي أنّ سلوك شريككِ حتى لو لم يدخل في تعريف التعنيف فذلك لا ينفي أثره السلبي عليك. الإكراه أو سوء الاحترام من الشريك في العلاقة مشكلةٌ يجب التصدي لها. ولا تنسي أن سلوكيات الرجال المتحكمين متنوعة ففيهم من يقتصر سلوكه على عددٍ من التكتيكات التي أذكرها وفيهم من يستخدمها جميعًا، ويتنوع هؤلاء الرجال أيضًا، بين مَنْ يقبل المواجهة والمحاسبة حول سلوكياته ويسعى لتغييرها، وَمَنْ لن يستمع يومًا لمنظور امرأة، ويعتقد أن كل أفعاله مبرّرة، مما يشجّع ميلهُ للانتقام، لو حاولت المرأة النهوض دفاعًا عن نفسها (وَواقعُ الحال هو أنَّ أحد أفضل الطرق لتقييم عمق مشكلة التحكم لدى الرجل هي النظر لردة فعله لو طالبتِه بتحسين معاملته لك. لو يقبل بمظلوميتك ويتخذ خطواتٍ عملية لتعديل سلوكه، فقد يكون المستقبل مشرقًا بعض الشيء، وذلك كما سنرى في الفصل 5). تتنوع درجةُ الغضب عند الرجال المتحكّمين ويظهر عليهم بمختلف الأشكال، لكن المؤسف هو أن الغضب بحد ذاته لا يكشف ما إذا كان هذا الرجل مُدمِّرًا نفسانيًا أو ميّالًا للتغيير، وذلك ما سنراه لاحقًا.

أضيف على ذلك أنني فضَّلتُ استخدام ضمير «هو» للإشارة إلى المعنِّف و«هي» للإشارة إلى الشريكــ/ـة المعنَّفَـ/ـة. عَيّنتُ الضميرين هكذا لسهولة الكتابة والقراءة، وذلك لأنها تصف الغالبية العظمى من العلاقات حيث يوجد تعسّفٌ في القوة. لكن التحكّم والتعنيف مشكلةٌ متفشّية أيضًا في العلاقات المثلية سواءً بين الرجال أو النساء، وبالتالي أغلبُ ما أصفه أدناه ينطبق على المعنِّفين والمعنِّفات في العلاقات المثلية.

العودة إلى قائمة المحتويات:​

كتاب: نظرة داخل عقول الرجال المتحكِّمين والمعنِّفين

Skip to content