يوم 17 يناير قبل 59 عامًا، اغتيلَ پاتريس لومومبا أحد قادة مشروع الوحدة الأفريقية ورئيس الوزراء الأول للكونغو بعد سبعة أشهر من إعلانه استقلال البلاد بعمرٍ لم يتجاوز 35 عامًا. حضَر مغتالوه حفل الاستقلال وصفّقوا بمرارة لخطابه الذي أعلن فيه نهاية ثمانين عامًا من مذلة وعذاب الاستعمار.
ننشر هنا عددًا من خطب پاتريس لومومبا من لحظاتٍ مختلفة من مسيرته السياسية الثورية القصيرة.
مقدمة الهامش: نهاية الاستعمار القديم، وبداية الجديد
لا يمكننا الاكتفاء بالاستلهام بانتقاء تلك الرموز «المَنسيّة» التي تمثّل حُلمًا نقيًا لم يتحقق، أملًا في إفراز قياداتٍ نقية مماثلة. يجب أن ندرك أننا ومشاريعنا بالضرورة امتدادٌ للهزيمة النقية والانتصار المعيب الدامي.
بيان الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار البلجيكي-الكونغولي
يغمرنا الفرح لهذه النتائجُ الرائعة التي حققناها بالمفاوضاتِ السلمية والودية. أدركَت بلجيكا الوزن الذي ولَّيناهُ لحرِّيتنا وكرامتنا الإنسانية، وفَهِمَت أن الشعب الكونغيلي ليسَ معاديًا لها، فهو لا يطالب إلا بإلغاء عار القرن العشرين، هذه الحالة الاستعمارية.
خطاب الدموع والدم والنار
رغمَ أن إعلانَ استقلال الكونگو اليوم جرى باتفاقٍ مع بلجيكا الصّديقة على قدم المساواة، لن ينسى أي كونگولي جديرٌ بهذا الاسم أبدًا أننا ظفرنا بهذا الاستقلال بنضالنا، هذا النضال الناري المُلهِم، الذي حملناه عبئهُ يومًا بعد يوم، نضالٌ بسلنا فيه رغم الحرمان والمعاناة، ولَم ندخر في سبيله لا الجهد ولا الدماء.
الخطاب الافتتاحي لمؤتمر الشعوب الأفريقية في ليوبولدفيل
هذا العام عامنا، شاهدتموه وشاركتموه معنا. إنّه عامُ نصرِنا المُبين. عامُ الجزائر البَطلَة الدَامية، الجزائر الشهيدة، قدوةُ النضال. إنّه عامُ أنغولا المُعذّبة، جنوبُ أفريقيا المسُتعبَدة، رواندا-أوروندي السجينة، وكينيا المُهانة.
رسالة لومومبا الأخيرة إلى زوجته
كل ما أردناهُ لبلادنا هو الحقُّ بالحياة الكريمة، والكرامة الحقيقية، والاستقلال دون قيود. لم يرغب المستعمرون البلجيكيون ولا حلفاؤهم الغربيون بذلك.